السؤال الأساسي الذي يفرض نفسه عند البحث في المشكلات الحضارية يكون دائما عن التشريع أو الدستور. فهذه المشكلات تنشأ عن علاقة الفرد بغيره ؛ والتشريع هو الذي يحدد هذه العلاقة علي أساس من العدل والإنصاف. ولكن من المذهل أن أقول: إن الإنسان لم يفلح إلي الآن في الكشف عن دستور حياته! صحيح أن جميع الدول في العالم قائمة علي أسس الدستور ؛ ولكن هذه الدساتير مخفقة تماما في الوصول إلي أهدافها ، بل لا يوجد هناك ما يسوغ وجود هذه الدساتير سوي أنها تنفذ بالقوة والإجبار.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات ما مثله أمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أني أكثرهم تابعا يوم القيامة(130))
من العقائد الهامة في الدين ، بعد الإيمان بالله ، عقيدة الإيمان بالرسالة ، أو الوحي والإلهام. ومعناها: أن تعالي ينزل كلامه علي إنسان يختاره من بين الناس ، ليخبر الناس بما يرضي الله تعالي. .
من أهم الحقائق التي يدعونا الدين إلي الإيمان بها: فكرة الآخرة. والمراد بها: أن هناك عالما غير عالمنا الحاضر ؛ وسوف نعيش في ذلك العالم خالدين ؛ وأن عالمنا هذا هو مكان للاختبار والابتلاء ، وجد فيه الإنسان لأجل معلوم ؛ وأن الله سوف ينهي هذا العالم حين يحين أجله لبناء العالم الآخر علي طراز جديد ؛ وأن الناس سوف يبعثون مرة أخري ؛ وسوف تعرض أعمالهم-خيرا أو شرا- علي محكمة الله الذي يجزي كل إنسان بما عمل في الحياة الدنيا.